عزيزي المعلم كيف تخطط لحصة صفية قائمة على الذكاءات المتعددة وأنماط التعلم
قبل الشروع في الإشارة إلى التطبيقات التربوية من
هذه النظرية لابد من الإشارة إلى جانب مهم وهو ما ذكره كوستان وروكا في كيركا أن
إستراتيجيات نظرية الذكاءات المتعددة لا يجب أن يراد بها أن تحل محل الإستراتيجيات الأخرى ولكن يجب علينا
استخدامها من اجل تطوير الطرق التدريسية الموجودة واقترحا لذلك عدداً من الإستراتيجيات لهذا الغرض (كوستان وروكا في
كيركا- Kerka -2000م-ص 1)
إذاً فالاستخدام الجيد للذكاءات المتعددة في مجال
التدريس يكون بتطبيق مبادئها جنباً إلى جنب مع الإستراتيجيات والطرائق التدريس وإن كانت هناك بعض
المحاولات لنمذجتها كطريقة أو إستراتيجية تدريس مستقلة.
وقد حدد أوزي مجموعة من الضوابط والأسئلة لابد منها حين إعداد درساً
وفق الذكاءات المتعددة هي:
- ما هي أهداف الدرس؟
- ما الوسائل اللازمة لإبلاغه على أفضل وجه؟
- ما الكفاءات الذهنية الموجودة لدى المتعلمين الذين
يوجه إليهم الدرس؟
- كيف يمكن تقديم الدرس بكيفيات مختلفة مع مراعاة
الذكاءات المتعددة؟
- كيف يمكن توضيح الغايات وحصيلة المتعلم في كل درس
للتأكد من مساهمة كل درس بكيفية مباشرة في تحقيق الغاية المنشودة؟
أما الضوابط كما ذكر فهي :
- ينبغي عند إعداد الدرس إدخال ما هو ممكن من الذكاءات
بحسب ما يحتمل الدرس.
- المهم هو استحضار ذكاءات المتعلمين عند تحضير الدروس.
- قبل تصميم الدرس ينبغي التفكير في المحتوى الموجود في
الدرس أو الوحدة لكي يتسنى انتقاء الذكاءات المناسبة لإدخالها الدرس .
- ينبغي دوماً أخذ بعين الاعتبار الطرق التي يتعلم
بها التلاميذ ويرتاحون لها.
- ينبغي التعاون مع المعلمين في تحضير الدروس ومبادلتهم
الآراء.
- ليس مهماً إدخال كل الذكاءات في أي درس أو
وحدة فقد يتم أحياناً الاكتفاء بإدراج
ثلاثة ذكاءات أو أربعة، وإذا لم يحتمل هذا الدرس يراعى ذلك في الدرس القادم. (أوزي – 1999م – ص،ص
87، 88)
إذاً فمن الهام جداً مراعاة ما سبق من قواعد، والعنصر الأهم أنه
ليس من الضروري تحقيق كل الذكاءات في حصة تدريسية واحدة، بل بالإمكان تجزئة الذكاءات أحياناً
على وحدة كاملة وبموازين
مختلفة وفق حاجة الموضوع.
كما أنه من الهام جداً معرفة خصائص التلاميذ والقدرة على تصنيفهم
وتوزيع المهارات الذكائية بطريقة تستجيب لخصائصهم وميولهم ورغباتهم، ومن مطالب ذلك وفقاً
للذكاءات المتعددة لابد من تحقيق عملية التكامل بين المواد الدراسية المختلفة والتشاور وتبادل الآراء بين المعلمين لاختصار الوقت
في عملية التصنيف.
وتعتبر إستراتيجيات هذه النظرية من أنجح
الإستراتيجيات في تشجيع الطلاب ومنحهم الفرصة لإعطاء أفضل ما عندهم وجعلهم طلاباً أفضل تحدياً حيث يؤكد
(جرين) أيضاً أن تطبيق هذه النظرية في التعليم يجعل الطلاب متشابهين للمكتشف كريستوفر كولومبوس فكما هو تحدى نظرية أن العالم
مسطح بإبحاره خلق الحدود فهذه النظرية يتيح الفرصة للطلاب بأن يتخطوا الحدود (Green—2000م- ص13 )
إن هذه النظرية تجعل الطلاب أكثر فاعلية وتحقق مبدأ
التوازن في التعليم وتجعله أكثر تشويقاً، كما أنها تسمح لجميع الطلاب أن يحققوا التميز في جانب معين فهي تتجاوز التقليدية في أن
الذكي هو المتميز فقط في الجانب اللغوي
والمنطقي أو يمتلك مهارة الحفظ ، وتتوافق تماماً مع نظريات المخ
التي تقسم القدرات
داخل المخ إلى أجزاء مختلفة
.
ويؤكد كيفن تميز هذه الطريقة بقوله: أن هذه النظرية طورت طرق
التدريس بشكل عام وبإمكانها إعطائنا فكرة أعمق عن احتياجات الطلاب وبالأخص الطلاب غير
المتميزين في البيئة التعليمية، كذلك وفرت للمدرس طريقة يطور فيها البيئة التعليمية بشكل يؤدي إلى تقوية المعلم والطالب
(كيفن - Kevin – 2006م - ص7 )